وللقلم رأى

للقلم رأى مدونة تترك للقلم العنان ليعبر عن رأيه فماذا كتب

الاسم:
الموقع: القاهرة, Egypt

لتتعرف عليّ اقرأني

الخميس، أغسطس ٣١، ٢٠٠٦

ممارسات نقدية 5- القلادة


القلادة
نص القصة القصيرة :قلادة الدهشةكنت أتابع هبوط الطائرة صوب مدرجها قرب البحر ويكاد يخيل لمن يتابعها أنها سوف تسقط في الماء . للوصول رعشة مميزة فعندما لامست عجلات الطائرة أرض المدرج إرتعش جسدي بشدة ، لابد أنَّ الوصول إلى مكان كنت ُأحلم بالذهاب إليه هو السبب في هذا الشعور اللذيذ .كان بانتظاري أقارب وأصدقاء وقد أبدى الجميع استعداهم لتوصيلي إلى مكان إقامتي في هذا البلد .أتأمل الشوارع والمباني أثناء سير السيارة التي تقلني وكل شئ في هذه المدينة يدلُّ على حضارتها .ينبغي أن أبدأ جولاتي في المدينة لكي أرى معالمها ، تحسست حقيبتي لأتأكد من وجود الكاميرا .كل شيء مبهج في هذه المدينة ، سكانها منطلقون ، وجوههم سعيدة وقد شرح لي صديق كيف أتجول وقدم لي خريطة للمدينة محدداً أماكن محطات المترو وأسمائها .الوقت بالنسبة لي هنا ثمينٌ جدا وعلىَّ ملاحقته بالتجول والتعرف إلى معالم المدينة ولهذا صحوت مبكراً وخرجت ومعي الخريطة إلى أقرب محطة مترو .اشعر بغربة حقيقية إذا لم أتمكن من السؤال عن أي أمر في بلد لا أتقن لغته وفي المترو جلست على أول مقعد صادفني في فترة الذروة الصباحية هذه التي ينطلق فيها الجميع إلى أعمالهم .من بين الركاب .. طالعتني عيناه ....كان يحدِّق بي بطريقة لافتة للنظر ويبدو أنه عربي ولكن هل عرف أنني عربية أم أنني أشبه سيدةً يعرفها ؟انشغلت عنه بقراءة أسماء المحطات في لوحة مثبتة إلى جانبي وكنت ألقي نظرة سريعة إلى مكانه كلما توقف المترو في محطة لعله يغادر لكن عينيَّ كانتا تلتقيان بعينيه مباشرة .هاهي المحطة التي أريد .. توقف المترو وبسرعة تسلقت الدرج الصاعد إلى الخارج لكنه استوقفني بلهجة عراقية : ـ هل أنت عروبية مدام مجد ؟التفت إليه بنظرة حيرى وأعجبت بفراسته وقدرته على معرفتي .. كيف في بلد كبير وفي هذا الزحام يعرفني ؟وقبل أن أجيب تابع كلامه : أنا الدكتور عبد الرحمن عراقي ولكني أحمل الجنسية الإنكليزية ثم مد إليَّ بطاقة كتب عليها اسمه وأرقام هواتفه قائلا إنْ احتجتِ إلى شئ مدام مجد أو أي خدمة لا تترددي بالاتصال وأسرع مغادرا المحطة والمكان .كدتُ أصرخ به ليتوقف ربما لشعوري بالألفة تجاه عربي في بلاد غريبة وقد تكون حاجتي لدليل يرافقني في التجول في مدينة غريبة ، لكن خجلي وحيائي منعاني من الصراخ .من هو وكيف عرفني من بين الجميع لقد لفظ اسمي وهذا يدل على معرفة أكيدة .ألححت على ذاكرتي لعلها تسعفني بتذكره أو باستحضار بعض التفاصيل عن الأماكن المحتمل أن نكون قدا لتقينا بها لكن دون جدوى ولم تغب صورته من ذهني على مدى يومين .أخيراً قررت أخذ مبادرة تريحني وتجيب عن سؤالي وعلى الهاتف حدد لي موعد لقاء .تمر الدقائق بطيئة في انتظار وصوله وأخيراً يطلُّ بابتسامته الطيبة ويجلس في الكرسي المقابل ممعنا النظر إلى صدري وابتسامة تعلو شفتيهمدام مجد أريد أن أسالك سؤالا قبل أن يأخذنا الحديث ؟هل قلادتك مشغولة في بلدك ؟ بحكم الاعتياد لم أكن أطالع قلادتي ولكنه حين سألني نظرت إليها .أطرقت إلى المنضدة التي أمامي وقد انتابتني ضحكة هستيرية لم أتمكن من كبحها رغم دهشته الكبيرة ونظرات الناس من حولنا .قلادتي كانت .. عبارة عن اسمي مكتوباً بالحرف العربي
. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------ العنوان
(قلادة الدهشة )هو عنوان جميل جذاب لا يكشف عن ذات النص بل يوضح لنا فقط أن هناك شيئا ( القلادة ) نتج عنها ( دهشة )-
الفكرة
( حين نكون فى بلد الغربة نسى أن هناك غرباء مثلنا ) هى سافرت إلى بلد غريب لاتعرف فيها أحد – تقابل شخصا ذو ملامح عربية يبادر إلى التحدث معها ويذكر إسمها فتتعجب من سابق معرفته بها وتبحث فى شوارع الذاكرة الواسعة عنه فلم تجده فتبادر بالإتصال به – يتقابلا فإذا به يكشف عن أن قلادتها هى السبب فى معرفته به حيث أنها إسمها باللغة العربية
- الشخصيات-
هى : الشخصية الرئيسية التى تلعب دور الراوى العليم فى سرد أحداث قصتها .لم تقدم لنا الكاتبة توضيحا لهذه الشخصية من كونها مسطحة فيسهل علينا معرفتها أم دائرية معقدة فنحاول العدو فيما وراء النص علنا نجد مفاتيح الشخصية .- هو : عرف نفسه فى القصة (أنا الدكتور عبد الرحمن عراقي ولكني أحمل الجنسية الإنكليزية ) .قدم نفسه لنا بسهولة فلم نجهد أنفسنا عناء البحث عن غموضه أو كيانه 0 أحيانا عندما نعطى للقارىء كل شىء يمل )دوره هو فك لغز دهشة معرفته إسمها .- الزمكانالزمانتدور القصة فى يوم وليلة (ولهذا صحوت مبكراً وخرجت ومعي الخريطة إلى أقرب محطة مترو )وهنا تحكمت القاصة فى الزمان القصصى ولم تخرج عنه .المكانلم تستطع الكاتبة إستخدام المكان رغم تعدده ( الطائرة – المطار – البلد حيث وصلت – الفندق حيث أقامت – المترو )كان يمكن تقديم صورا أكثر بلاغة عن تلك الأماكن تفيد القاصة والقصة وتجذب القارىء .- اللغة والتصويراللغةجاءت متجانسة قوية مترابطة مع الحدث تدل على قدرة الكاتبة و خرجت من نطاق التقريرية والمباشرة رغم واقعية القصة.التصويرهذه هى مشكلة القصص الواقعية حيث لايمكننا أن ننقل الواقع إلا كما هو دون رتوش ( وهذا يتطلب قدرة كبيرة من الكاتب )لذا كان التصوير هنا فقير جدا ولم تجهد الكاتبة نفسها عناء تقديم لنا صور عن المكان الذى تزوره أو تشبيهات تجذب القارىء .رغم عدم إستخدام العبارات التقريرية فى اللغة إلا أن التصوير لم يتم إستخدامه .-
البناء القصصى
:المقدمة (كنت أتابع هبوط الطائرة صوب مدرجها قرب البحر ويكاد يخيل لمن يتابعها أنها سوف تسقط في الماء . للوصول رعشة مميزة فعندما لامست عجلات الطائرة أرض المدرج إرتعش جسدي بشدة ، لابد أنَّ الوصول إلى مكان كنت ُأحلم بالذهاب إليه هو السبب في هذا الشعور اللذيذ . )مقدمة لغوية جيدة تجذب القارىء بلغتها العالية المتماسكة .عنصر الجذب متواجد فى هبوط الطائرة وما يحمله من خيال فى ذهن القارىء مع أسئلة عن مكان الهبوط , وجهة الوصل , هلى هى رحلة أم عمل .... إلخ .(لابد أنَّ الوصول إلى مكان كنت ُأحلم بالذهاب إليه هو السبب في هذا الشعور اللذيذ . )جملة أحييك عليها .الصراع ( العقدة ) : كيف عرف المهندس إسمى ؟برغم من بساطتها إلا أنها صيغت بلغة جيدة ولكن عاب على الكاتبة أن عنوان القصة أنهى العقدة فالعنوان ( قلادة الدهشة ) إذن حل الدهشة يكمن فى القلادة .النهاية : (أطرقت إلى المنضدة التي أمامي وقد انتابتني ضحكة هستيرية لم أتمكن من كبحها رغم دهشته الكبيرة ونظرات الناس من حولنا .قلادتي كانت .. عبارة عن اسمي مكتوباً بالحرف العربي )نتيجة طبيعية لكشف المفاجأة بالعنوان ( الفاضح ) .نهاية تقليدية وصل إليها القارىء بل أن يكمل القصة , وهذا أحد أسباب عدم نجاح القصة القصيرة فنحن نعطى القارىء كل شىء ولا نمنحه فرصة لوضع الإحتمالات والأسئلة فعندما يصل إلى النتيجة يضع القصة جانبا متسائلا ( ما الذى إستفدته ؟)قلادة الدهشة .. قصة غابت عنها الدهشة والإثارة والتشويق نتاج عنوان فضح النص وشخصيات مسطحة بسيطة وحدث بسيط عفوى لم يثر جهد القارىء , ولكن صيغ فى لغة راقية متماسكة حافظت على كيان النص .
يحيي هاشم
5/8/2006

السبت، أغسطس ٢٦، ٢٠٠٦

ممارسات نقدية 4- المسافر

المســافر
قصة قصيرة
بقلم: د. حسين علي محمد

لأول مرة يخرج من بيته مسافراً إلى الخليج دون أن ينظر في عيون أبنائه الستة، فيقولوا له:ـ لا إله إلا الله.فيرد في حماس، وهو يرمق الشفقة في عيون أبنائه وزوجته:ـ محمد رسول الله.قبل أن يشهق، وهو يجتاز الممر الطويل المؤدِّي إلى مقعده في الصفوف الأخيرة في الطائرة، قال له المضيف حينما لا حظ لحيته البيضاء .. كأنه قالها مستغرباً:ـ هل تُدخِّن؟ـ لا.وكأن عينيه استفهمتا عن مغزى السؤال، فقد ركب الطائرة أكثر من ستين مرة في هذه السنوات العشر. كان يأتي في إجازة رمضان، وفي إجازة عيد الأضحى، ثم الإجازة الصيفية، وأحياناً يأتي في زيارة سريعة تستغرق عدة أيام.قال المضيف مبتسماً في آلية:ـ لأنك ستجلس في مقاعد المدخنين.أحس بصدمة، فقد قال له طبيبه الذي يُعالجه من السكر:ـ احذر التدخين.ـ أنا لا أدخن.ـ لا يكفي أن تكون غير مدخن!، احذر من مجالسة المدخنين.أشارت المضيفة ـ في مدخل الطائرة ـ دون أن تتكلم إلى الطريق الذي سيسلكه حتى يصل إلى مقعده في مؤخرة الطائرة، وهو يقول لها ( 65 c).وصل مكدوداً، ووجد الركاب في مقاعدهم، ولاحظ أن بعض الركاب يدخنون.أحس بدوار، غابت المرئيات .. قبل أن يشهق، ويخرج من شفتيه زبد أبيض، ويتعاون البعض على حمله لإنزاله من الطائرة، بعد أن فشلوا في حضور طبيب معالج. واستطاعت أذنه أن تميز بعض الألفاظ، منها أنه من المنصورة، كما سمع من بعض العجائز "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" تتردّد خافتة مُشفقة!كان منذ ثلاث ساعات قد دخل المسجد الذي اعتاد فيه صلاة الجمعة، جلس في مكانه المفضل بالصف الثالث ـ رغم أنه كانت هناك أماكن خالية كثيرة في الصفين الأول والثاني، وجلس في مكان قريب من الباب حتى يكون من أوائل الخارجين من المسجد بعد أداء الصلاة، ليجلس مع أولاده ساعة قبل أن يتوجّه إلى المطار.السنة الأولى التي سافر إلى الخليج فيها ـ تلك السنة التي اشتعلت فيها حرب تحرير الكويت ـ جرّت وراءها السنة الثانية فالثالثة … فالعاشرة.لماذا لا تتوقف السنون عن الجري؟ كان يعد الأيام لعودته منذ وصوله:ـ باق 120 يوماً، وأعود إلى مصر في إجازة رمضان.ـ باق ثلاث جمع نصليها، ونعود في إجازة عيد الأضحى.ـ باق أسبوعان في الامتحانات، ونعود إلى مصر الحبيبة.حينما حصل على الدكتوراه ـ من الخارج ـ فشل في الحصول على وظيفة جامعية في مصر. كان يقرأ الإعلان، ويذهب سعيداً لتقديم نسخ رسالته مع الأوراق المطلوبة، وتتبخّر الآمال يوماً فيوماً، ثم يُفاجأ بأن الذي قد عُين في الوظيفة المطلوبة غيره.قال له عميد كلية ساحلية:ـ أنت أحسن المتقدمين للوظيفة، ولكنك تحتاج "زقة".وحينما سأل صديقه محمد لطفي عن هذه "الزقة"، قال: "دفعة للأمام يا محترم"، حتى تنال شرف التعيين في الكلية.ـ هل يُريد ـ مثلاً ـ توصية من عضو مجلس الشعب؟ضحك محمد لطفي واصفاً صديقه بالتخلف عن فهم آليات المجتمع المعاصر في عصر "البيزنس" وتداول النقود!!حينما قرأ إعلان هذه الجامعة الخليجية التي يعمل فيها من عشرة أعوام قدّم أوراقه، وأجرت لجنة التعاقد مقابلة معه، وبعد عدة أيام وصلته برقية تستعجله إنهاء إجراءات السفر.بعد أن وصل إلى الخليج، وجد أنه يتقاضى راتباً عشرة أضعاف أساتذة الجامعة في مصر، وأربعين ضعفاً لما كان يتقاضاه في وزارة التربية والتعليم قبل أن يجيء إلى الخليج، فحمد الله كثيراً.ظل يعمل في هذه الجامعة معزيا نفسه أنه لم يجد له وظيفة أستاذ جامعي في جامعات مصر الكثيرة (لأنه لم يجد "الزقة" المطلوبة!)، وأنه يعمل في جامعة عريقة لها اسمها، وأنه في الأعوام العشرة التي أمضاها بنى بيتاً يتسع لـه ولأبنائه، بعد أن ظل منذ تزوّج يعيش في شقة صغيرة لا تتجاوز سبعين متراً، وأن زوجته تواصل الرحلة مع الأبناء بنشاط وهمة حتى التحقوا جميعاً بكليات القمة.لكن زوجته التي ظلت معه سبعة وعشرين عاماً ماتت في هذا الصيف، وفكّر أن يبقى مع الأولاد، ويعود إلى وظيفته السابقة موجهاً بالتربية والتعليم أو مديراً لمدرسة ثانوية أو خبيراً بالكتب والمناهج، ليتابع أولاده في دراساتهم الجامعية، لكنه بعد تفكير ومُراجعة قرّر أن يذهب هذا العام إلى الخليج لآخر مرة، ليُنهي بعض الأمور المتعلقة بالعمل، ويحضر كتبه وحاسوبه، ويعود إلى مصر الحبيبة، وربما يُنهي السنة الكاملة لا يقول فيها:ـ باق 120 يوماً، وأعود إلى مصر في إجازة رمضان.ـ باق ثلاث جمع نصليها، ونعود في إجازة عيد الأضحى.ـ باق أسبوعان في الامتحانات، ونعود إلى مصر الحبيبة... وفتح عينيه بعد جهد جهيد ليجد نفسه نائماً على سرير أبيض، مغطى بملاءة بيضاء، ومصل الأنبوب المعلق يتصل بوريده، وأولاده جميعا حوله يقولون في فرح حقيقي:
حمداً لله على السلامة.
الرياض 22/8/1999
- العنوان
من العناوين الجذابة التى تجذب القارىء وتدفعه للبحث عن هذا المسافر ورحلته كيف كانت وأين رست ؟
العنوان ذو الكلمة الواحدة من العناوين التى يفضلها القارىء لأنها لاتفضح النص ولا تكشف كل ما فيه .
- الفكرة
هى قصة من أدب الواقع الذى يثير فضول القارىء وحفيظته أحيانا حيث أن هذا النوع ينقل لنا المجتمع كما هو ( مراة تعكس الواقع بسلبياته العديدة التى نخجل منها كثيرا ) .
ونذكر هنا أديبنا العالمى ( نجيب محفوظ ) صاحب الريادة فى هذا النوع من الأدب قال مرة بسؤاله عن تقديمه للشخصيات السلبية فى رواياته ( ما قبل الثورة ) قال ( أنا أقدم الشخصيات السلبية التى تثير إشمئزاز القارىء رغم أنها موجودة أمامه طوال اليوم فى الشارع وفى العمل , ولكن أنا أقدم شخصية سلبية ذات دور إيجابى فى القصة وفى أحداثها ) .
أما عن قصتنا فهى قدمت لنا الواقع المصرى المرير فى دكتور يجب أن يستفاد منه فى بلده ولكنه يرفض بسبب
( عدم وجود الزقة اللازمة لذلك والتى يمكن أن تكون ( عضو مجلس شعب / رشوة ) والتى لم يملكها صاحبنا .
فيقدم أوراقه كمن سبقوه إلى دولة خليجية وهى الخلاص هنا التى تقدر درجته العلمية ومكانته وتطلبه بسرعة .
لتبدأ الرحلة التى عنوانها ( الخليج أموال كثيرة ومعاناة أكثر ) حين يتحول الانسان إلى الة لحصد المال لاشىء غير ذلك لاتفكر إلا فى ذلك لاتأكل كثيرا وفر من أجل العودة – لا تصرف كثيرا وفر من أجل الأولاد .
ثم الحلم الكبير فى العودة وعند العودة لانتحمل أن نبقى فهناك الكثير الذى لم نشتريه بعد , الأولد تعودوا على مستوى معيشة محدد لا يمكن أن نخل به ...... إلخ
فنعود ونقول ستكون اخر سنة ونعود , ولكن سنة تجذبها الأخرى وهكذا
حتى نجد صاحبنا ( المسافر الأبدى ) فى المستشفى ساعتها فقط نقول له حمدا لله على السلامة بعد أن إستنذفنا منه كل شىء وأصبح غير صالح للإستعمال ) .
- الشخصيات
- المسافر : هو الشخصية الرئيسة فى القصة والتى بنيت عليها القصة بالكامل .
شخصية مسطحة الهدف فهى تعبر لنا فى مضمون القصة عن أنها تريد توفير الحياة الطيبة للأولاد (وأنه في الأعوام العشرة التي أمضاها بنى بيتاً يتسع لـه ولأبنائه،)
ولكن براعة الكاتب ظهرت فى أنه لم يقدم لنا الشخصية على طبق من ذهب بل تركنا نسافر معه لنعرف من هو وإلى أين سترسوا مركبته .
لى ملاحظة فقط على ذكر إسم صديق الكاتب نفسه ( على ما أظن ) محمد لطفى أرى أنها كانت فى غير موضعها .
- الزمكان
الزمان : تجول بنا الكاتب فى أكثر من زمن فهو حاصل على الدكتوراه ويبحث عن عمل , وهو مسافر , وهو يمنى نفسه بالعودة إلى مصر .
كل هذا التجول لم نشعر به نظرا للحرفية الجميلة التى صاغها بنا كاتب محترف مثل د/ حسين .
المكان
ما بين مصر ودولة الخليج عن طريق الطائرة كان مكاننا الرئيسى – المكان البطل هو الطائرة ومنها إنتقلنا إلى المسافر وهو يطلب العمل فى مصر ويرفض , ثم تقديمه للعمل فى البلد الخليجى ويقبل , ثم السفر , ثم العمل لسنوات طويلة مع أمنية العودة لمصر , ثم العودة , ثم السفر مرة أخرى .
ولا ننسى أنه ذكر حدث جرن إلى مكان حرب 0 حرب الكويت ) .
كل هذا ما وراء النص لذا لم نشعر به وهنا تكمن البراعة .
- اللغة
لغة راقية متمكنة ووضح أن وراءها دراسة وتعمق كبير مثل
فيرد في حماس، وهو يرمق الشفقة في عيون أبنائه وزوجته .
قبل أن يشهق، وهو يجتاز الممر الطويل المؤدِّي إلى مقعده في الصفوف الأخيرة في الطائرة، قال له المضيف حينما لا حظ لحيته البيضاء .
وهى لغة رغم جودتها وقوتها إلا أنها ليست صعبة أو معقدة على القارىء العادى ( فنحن لا نكتب للصفوة فقط بل نكتب للجميع )


- الصور
حدث ولا حرج وهنا نقول إن القصة رغم أنها تمس الواقع وهذا يسقط الكثير من الكتاب فى بئر المباشرة والعبارات التقريرية إلا أنه تمكن من السير برفق بين خط الواقعية وخط البلاغة فكانت الصور جميلة معبرة مثل
يرمق الشفقة في عيون أبنائه وزوجته
واستطاعت أذنه أن تميز بعض الألفاظ،
البناء القصصى
- المقدمة
(لأول مرة يخرج من بيته مسافراً إلى الخليج دون أن ينظر في عيون أبنائه الستة، فيقولوا له:ـ لا إله إلا الله.فيرد في حماس، وهو يرمق الشفقة في عيون أبنائه وزوجته:ـ محمد رسول الله. )
مقدمة عادية هادئة لا تثير حفيظة القارىء أو تلهفه ولكن خط الواقعية فيها ( كلنا نخرج ونقول نفس العبارة التى أصبحت عهدا لكل شخص ) جعلنا نتسائل ماذا سيحدث الرجل الذى يمثلنى فى الحياة .
- العقدة ( الصراع )
ماذا سيحدث للمسافر ؟ هل سيعود أم سيكمل , وما علاقة التدخين بالقصة ؟
- النهاية (ـ باق 120 يوماً، وأعود إلى مصر في إجازة رمضان.ـ باق ثلاث جمع نصليها، ونعود في إجازة عيد الأضحى.ـ باق أسبوعان في الامتحانات، ونعود إلى مصر الحبيبة... وفتح عينيه بعد جهد جهيد ليجد نفسه نائماً على سرير أبيض، مغطى بملاءة بيضاء، ومصل الأنبوب المعلق يتصل بوريده، وأولاده جميعا حوله يقولون في فرح حقيقي:حمداً لله على السلامة )
يقولون الحمد لله على السلامة ولكن هل لعودته أم لكونه بخير من وعكته الصحية ؟
حتى النهاية مفتوحة وهذا ما يثير الإعجاب فرغم الواقعية لم تكن النهاية متوقعة .
د/ حسين إعذرنى لتجرأى والتعليق على قصتك فأنت أكبر من ذلك وأقلم يشكر لك مداد قلمك
تقبل تحيتى وعذرى
يحيي هاشم
4/8/2006

ممارسات نقدية 3- لا تقتل عشقى لصمتك فضلا


~ لا تقتل عشقي لصمتكـ فضلًا .. !! ~
اية نور

نمشي في تعداد المرح نحنُ بعد إنتهاء يومٍ جامعي شاق ..تلكـ تقول الغداء أرزوتلك تقول سأجد البطة على الباب .. موديل ال 2007 .. أعدكُن مشوارًا بها ..وتلك تقول سأرتديه غدًا ... وسينال إعجباكن قميصي الباريسي حتمًا !! ..الصمت ذاكـ الشيئ الأعشق .. أشعُرني أتملكهُ اللحظة !! مع إبتسامتي الـ أثارت شكوك البنات ـ امممم .. ما بكـِ ندى ؟؟ أهناكـ شيئِ يُخفى يستحق إبتسامةٍ كهذه !!؟سأدع الصمت أبلغ ... وهُن لسن يُعرفنَ إلا بالذكيات .. ودعتهنُ بإشارةٍ من يدي توحي بـ إلى اللقاء .. كأني أقول هناكـ شيئُ جميل ينتظرني .. ذهبنَ والدهشة سمةَ وجوههن أمامي .....آه سأصل حارتنا ..كلّما إقتربت خطوةَ زاد قلبي خفقانًا .. ووجهي بأي لونِ صارَ يشبه ؟!! بدأت أسمع حجارة الزهر ..,, ويلي .. وصلت .....كعادته ينتظرني .. ينتظرني جالسًا على طاولةٍ خارجية ٍ للمقهى .. مقابل صديقه الـ يتظاهر أنه لا يفهم شيئًا الإبتسامة تلكـ من حقه .. سأعيدها هنا .. دون أن يعي لنا أحد أرجوكم لا تعوا لنادعوا عيناه تكلمني بصدقفبت كثيرًا أنتظرهبت كثيرًا أعشق صمتهُ دون أراه!!ها هو أمامي حلمُ طال ما تمنيته .....يوم ..إثنان /ثلاثة/\/أيام كثيرة أمر من باب المقهى والمشهد ذاته يتكرر ولكن في كلّ مرّةٍ كأنّهُ مشهدُ جديد ...لله دره كم أعشقه .. .يوم جديد أودع صديقاتي وكلّ منّا في طريقها كالعادة .. وجدته لا يجلس مكانه ..صديقه فقط من يجلسالفزع كأنّ يسأل صديقه أين هو ؟؟فيشير في حاجبه ورائيألتفتفأجدهشعور غريب تملكنيلربما تزحزحت أسطورتي الـ تمنيتها طويلًا من مكانها..إنه يحركـ شفتاه يريد ليقول شيئًا .. لالالاااااااالا تقتل عشقي لصمتكـ فضلًا ..لا تقتله فقال :
أ / ح / ب / ك ...دون أن يتكلم ..عشقتهُ أكثر
آية نور
لاتقتل عشقى لصمتك فضلا

- العنوان
طويل جدا , وهو من العناوين التى تضر النص كثيرا
حين يكون العنوان ( فاضحا ) للنص يجعل القارىء يتعرف على النص من عنوانه ( الجواب يبان من عنوانه ) فيقتل روح النص , والمفاجأة إن كانت موجودة .

- الفكرة
أحب صمتك فلا تتحدث أو تنطق أحبك من فضلك .
هى تحبه صامتا , تحبه ساكنا بلا حراك .
هو يحبها ولكن صمته لا يصبر فيعبر عنه بأربعة أحرف ( أ / ح / ب / ك ) .
وتكون تلك الأحرف الأربع هى السكين التى تقتل حبها له .

- الشخصيات
هى : الشخصية الرئيسية أراها مسطحة من حيث التعبير عن مكنونها بداية من زميلاتها التى تسمعهن دون كلام دليل على عدم رضاها عن فكرهن .
ثم العنوان الذى وضح لنا أنها تحب فى صمت وتريد أن تحب أيضا فى صمت .
هو : برغم أنه لم يتدخل فى القصى سوى بأربعة أحرف فقط إلا أنها جعلته شخصية رئيسية فى الجزء الثانى منها منذ وصولها الحارة حيث المقهى .
تعاطفنا معه فى حبه لها وصدمتنا الكاتبة بأنه عندما عبر عن حبه بالكلام تحول إلى قاتل قتل حبها الصامت له .
مجموعة من الشخصيات الثانوية ( صديقاتها ) – وهن لتوضيح من هى وبماذا تفكر – ( صديقه ) ولم يكن له دور سوى أنه حك حاجبيه ليشير أنه خلفها .

- الزمكان
الزمان
وهنا تقع المشكلة – القصة القصيرة تلتزم بتوقيت معين لا يتعدى يوم وليلة , ولكن عندما تكون القصة يومان وثلاثة فهنا نتعدى حدود حدود القصة القصيرة إلى الحكاية أو الرواية القصيرة .

المكان
أما المكان فكان محدودا فى ( الجامعة – الحارة حيث المقهى ) .
تم إستخدام مكان الجامعة جيدا بعرض أفكار فتيات الجامعة , أما الحارة والمقهى فكانا بلا فائدة رغم أنهما كان يمكن أن يستغلا أفضل من ذلك .

اللغة
ممتازة من حيث الاستخدام , وعنصر المونودراما فى التحدث مع النفس كان جميلا , والتدخل فى اللحظة الأخيرة للحبيب كان صادم لأن كلامه كان سببا فى إنهيار العلاقة الجميلة .

التصوير
فقيرا إن وجد و غلبت اللغة التقريريه على القصة , المباشرة هنا كانت توحى بأن الكاتبة تعدوا نحو نهاية تريدها هى ولم تجعلنا نحن نتخيلها فأضرت القصة .
هى فتاة محبة ولكنها تحب فى صمت فأين ما تقوله فى خيالها عن حبها .
لم تعطينا الكاتبة ما يدور فى خلد الكاتبة من أحلام وأمنيات .



البناء القصصى
المقدمة (نمشي في تعداد المرح نحنُ بعد إنتهاء يومٍ جامعي شاق ..... )
مقدمة عادية لا يتوفر فيها عنصر الجذب والتشويق مع وجود نحن فى مكان غريب فالمعروف أن نمشى نحن .

العقدة ( الصراع )
الصمت ذاكـ الشيئ الأعشق .. أشعُرني أتملكهُ اللحظة
تلك هى العقدة أتراها تحبه لأنه صامت أم تراها تحب الصمت نفسه ؟

النهاية
لا تقتل عشقي لصمتكـ فضلًا ..لا تقتله فقال :أ / ح / ب / ك دون أن يتكلم ..عشقتهُ أكثر
مفجعة للقارىء – هو يحبك ويجب أن يعبر عن حبه فلماذا رفضتى كلماته ؟
دون أن يتكلم عشقته أكثر .
تلك هى المشكلة .

لاتقتل عشقى لصمتك قصة وقعت فى أخطاء ساذجة لكنها تنبىء بقلم قادر على التواصل فى عالم القصة القصيرة .
الجميلة اية
تحياتى لقلمك والقادم أفضل
يحيي هاشم
4/8/2006

ممارسات نقدية2- كيف يقتلن الحب بداخلنا


كيف يقتلن الحب بداخلنا...
قصة قصيرة
أشرف الفار

رجل كبير السن تتعثر خطواته فيقع ناحية بئر عميق لم ينقذه منه سوي طفل صغير مد اليه يده وأوقفه وأنفض له ثوبه وأعطاه وردة رقيقة كانت أهدتها اليه حبيبته .ينادي عليه رجل من بعيد في صوته قوة وهيبة يا ولد تعال الي هنا بخوف يختلط بالرقة يرد عليه :نعم يا أبي .أوتهديه وردتها ؟والله يا أبي ليس تفريطا في هديتها فهي أثمن وأغلي ما أملك لكنني فقط أحببت أن أزرعها بدلا من أن أتركها لتزبل عندي .من أين لك بهذه الرقة !!!!!!يمد يده بجلبابه ليخرج مجموعة من الخطابات المفتوح احداها ويضعهم أمامه علي المنضدة .يتطاير الشرر من وجه الأب ويلتفت برأسه قليلا وهو ينفث ويتمتم ببعض الكلمات بصوت خافت خائن .... غادر .... بائع .... جارح ..... مخادع .... الخيمسكه بيده بشدة حتي يشعر بألم فيبكي ، يجرده من جميع ملابسه ويصلبه علي خشبتين في شمس لا ترحم وأيام لم تعد له ودنيا يشعر بأن ما بقي له فيها صرخات من ألم وطعنات من حراب يرسلها أحن وأرحم ما له من بشر .شعور يظهر علي وجهه لم يبديه بأي كلمة ضجر ، صار مستسلما ، راضيا غير خائف علي عمره وكأنه لا يملكه بل يملكه من قطعوه .شاط الأب غيظا لبكائه فاستل سوطه وأخذ يفتح الخطاب تلو الاخر ويضربه علي ظهره وبطنه وهو يردد ..... خائن ...... غادر .....يركله برجله ويضربه علي وجهه ..... بائع .... جارح .... ليس لك أمان ...بصوت تملؤه الدموع يسأل : أهي قالت ذلك يا أبي ؟نعم هكذا قالت بعد أن طردتك من بيتها .خذ هذه ...... وهذه..... وارحل عني فليست الخيانة من طبعي وليس الغدر من شيمتي وليس جرح الناس عندي منالا .فات الوقت وأقبل الليل يبكي علي صديقه فلم يجد الا دماءا تسيل علي الأرض ودموعا تنتثر وبقايا حراب وورق .................................
.أشرف الفار

كيف يقتلن الحب بداخلنا
العنوان
رغم أنه متحيزا بعض الشىء إلا أنه من العناوين الإستفهامية التى تجذب القارىء ليبحث فى القصة عن إجابة السؤال , رغم أنى بعد القراءة تساءلت ما علاقة العنوان بالقصة ؟

الفكرة
القصة عبارة عن مجموعة من المشاهد فى إطار فكرى واحد هو ( أعذب بسبب حبيبتى ) .
المشهد الأول :
ولد صغير يتخلى عن وردته التى أهدتها له حبيبته لرجل عجوز .
فيقابل بتعنيف من أبيه (أوتهديه وردتها ؟ ) وسخرية (من أين لك بهذه الرقة !!!!!! ) .
هنا يتضح لنا بداية الخيد فى أنه كان يحب فتاة أهدته هدية ( الوردة ) فتخلى عنها بدافع لم يفهمه الأب (والله يا أبي ليس تفريطا في هديتها فهي أثمن وأغلي ما أملك لكنني فقط أحببت أن أزرعها بدلا من أن أتركها لتزبل عندي ) .
الأب الذى يمثل العقاب للولد الذى خان حبيبته .

المشهد الثانى :
يمد يده بجلبابه ليخرج مجموعة من الخطابات المفتوح احداها ويضعهم أمامه علي المنضدة
خطاباتها يخرجها لوالده الذى يستشيط غضبا ويقرر صلبه وضربه ويكرر كلمات (خائن .... غادر .... بائع .... جارح ..... مخادع ) .
فيسأله (أهي قالت ذلك يا أبي ؟ )
ويجيبه الأب (هكذا قالت بعد أن طردتك من بيتها )
خيط جديد فى القصة بأنها وصفته بأنه خادع وغادر و.... الخ , ووسيلة العقاب الأب .

المشهد الأخير
فات الوقت وأقبل الليل يبكي علي صديقه فلم يجد الا دماءا تسيل علي الأرض ودموعا تنتثر وبقايا حراب وورق .
يموت الإبن من جراء تعذيب الأب له وصلبه عاريا بداعى الخيانة كما قالت حبيبته .

اللغة
لغة جميلة ورقيقة وقاسية أحيانا ويحسب للكاتب هنا التنوع اللغوى مع تنوع المواقف والمشاهد فعند القسوة نجد (خائن .... غادر .... بائع .... جارح ..... مخادع ) .
وعند الرقة نجد (والله يا أبي ليس تفريطا في هديتها فهي أثمن وأغلي ما أملك لكنني فقط أحببت أن أزرعها بدلا من أن أتركها لتزبل عندي ) .

الصور
رغم قلتها إلا أنها جيدة الإستعمال
- بخوف يختلط بالرقة
- شمس لا ترحم
- راضيا غير خائف علي عمره وكأنه لا يملكه بل يملكه من قطعوه
- فات الوقت وأقبل الليل يبكي علي صديقه فلم يجد الا دماءا تسيل علي الأرض ودموعا تنتثر وبقايا حراب وورق .

الزمكان
- الزمان :
إستخدم الكاتب النهار فى التعبير عن قسوة الأب والصراع الدائر بينه وبين إبنه ففى الشمس حيث الحرارة القاسية يعذب الإبن فلا مكان للرحمة .
ثم إستخدامه لليل فى مشهد أخير حزين يدل على موت الإبن وما تبقى من حبيب كانت حبيبته هى سبب موته , مع ظلمة الليل ورقة القمر كانت دماء الحبيب ودموعه مختلطة به فكان التوظيف رائعا .
الشخصيات
1- الأب : شخصية رئيسية فى القصة تمثل عنصر القسوة
صوره لنا الكاتب فى صورة الأب القاسى غير الرحيم الذى يعذب إبنه حتى الموت فجعلنا نعاديه .
2- الإبن : شخصية رئيسية فى القصة تمثل عنصر الضعف والمعذب والمغلوب على أمره
صوره لنا الكاتب فى صورة مشوشه فهو يهدى وردة حبيبته للمسن والدافع ( أردت زرعها حتى لا تذبل عندى ) .
ثم فى صورة الخائن بإخراجه الخطابات ولكن هذه المرة بلا دافع .
ثم فى صورة المعذب المستسلم للعذاب (بصوت تملؤه الدموع يسأل : أهي قالت ذلك يا أبي ؟ )
ثى فجأة فى النهاية يفجعنا فننسى كل مافات بأنه مات فنتعاطف معه تماما ونتمنى لو أننا يمكننا أن نقتل ذاك الأب القاسى القاتل .
3- الحبيبة : من رأيي أنها شخصية سلبية ولكن دورها إيجابى فهى رغم عدم وجودها فى أحداث القصة بصورة مباشرة إلا أنها كانت السبب الرئيسى فى قسوة الأب ودفعه دفعا لقتل إبنه
ذكرها الكاتب فى (بصوت تملؤه الدموع يسأل : أهي قالت ذلك يا أبي ؟ )
وهنا نجد قدرة الكاتب فى توصيل الشخصية للقارىء دون وجودها فى الأحداث وهو ما يطلق عليه ( شخصية ما وراء النص )
كل هذا جيد ولكن يعيب على الكاتب الحدة فى الشخصيات وعدم الحيادية
فالأب قاسى طوال الوقت , والإبن معذب ومغلوب على أمره طوال الوقت

البناء القصصى
- المقدمة (رجل كبير السن تتعثر خطواته فيقع ناحية بئر عميق لم ينقذه منه سوي طفل صغير مد اليه يده وأوقفه وأنفض له ثوبه وأعطاه وردة رقيقة كانت أهدتها اليه حبيبته )
تقليدية ونمطية نوعا ما ولا تجذب القارىء وكان يمكن أن تصاغ بطريقة أفضل وإن كانت الوردة المهداة للرجل العجوز هى التى أنقذتها .
- العقدة ( االصراع )
لم يكن واضحا ولكن الصراع بين قسوة الأب وإستسلام الإبن هى التى دفعتنا لنتسائل من الخائن الإبن أم الحبيبة ؟
- النهاية (فات الوقت وأقبل الليل يبكي علي صديقه فلم يجد الا دماءا تسيل علي الأرض ودموعا تنتثر وبقايا حراب وورق )
هى الأروع وهى الإطار الذهبى الذى زين اللوحة .
بعد الصراع والتعذيب يموت الإبن عدو النهار ويأتيه صديقه الليل فيجده ميتا .
أشرف الفار
تحيتى
يحيي هاشم
4/8/2006








الاثنين، أغسطس ١٤، ٢٠٠٦

مقالات - 1- هل الكتابة عمل إنقلابى ؟؟


هل الكتابة عمل إنقلابى ؟؟

هل الكتابة فعلا عمل إنقلابى أم إنها إمتداد لما كان موجودا من قبل ؟
وهل المبدع فعلا هو من يوجد شيئا لم يكن له وجودا من قبل ؟
سؤالان وجدتهما يغزوان رأسى وأنا أقرأ مقالان لاثنين من عظماء الأدب العربى (توفيق الحكيم – ونزار قبانى )
يقول نزار : إن الكتابة الحقيقية هى نقيض النسخ , ونقيض النقل , ونقيض المحاكاة الزنكوغرافية أو الطباعية .
ويقول الحكيم : ليس الخلق أن تخرج من العدم وجودا إنما الخلق فى الفن وربما غيره أيضا أن تنفخ روحا فى مادة موجودة لاشىء يخرج من لاشىء , كل شء يخرج من كل شىء !
أشم رائحة التناقض تفوح من بين سطروكما أيها العملاقان !!
نزار يرى أن النقل والنسخ والمحاكاة الطباعية التى يلجأ إليها الكاتب ليس كتابة حقيقة , بينما يرى الحكيم أنه ليس الخلق أن تخرج من العدم وجودا بل ان تنفخ فيما هو موجود فعلا لتخرج منه شيئا لم يستطع أحد أن يخرجه قبلك رغم أن الموجود كان أمامه طوال الوقت !

يقول نزار : إن الشعراء فى عالمنا العربى هم بعدد حبات الرمل فى الصحراء العربية , ولكن الذين غستطاعوا أن يخرجوا من المألوف الشعرى إلى اللامألوف , ويطلقوا فى السماء عصافير الدهشة , ويقيموا للشعر جمهورية لاتشبه بقية الجمهوريات يعدون على الأصابع .
ويقول الحكيم : ليس الإبتكار فى الفن أن تطرق موضوعا لم يسبقك إليه سابق و بل الإبتكار هو أن تتناول موضوعا كاد يبلى فى أصابع الآخرين فإذا هو يضىء بين يديك بروح من عندك , وليس هذا أمر يسير فما أشق أن تأتى بجديد فى موضوع غير جديد .
إذن يتضح لنا أن المشكلة القائمة هى التجديد هل هو فى أن أكتب فكرة جديدة لم يسبقنى إليها أحد ( ولنلاحظ أننا هنا لن يمكننا الحكم بطريقة جيدة على الفكرة حيث أنه لا يتوافر لدينا عنصار المقارنة أو الخبرة السابقة فيها )
أم أن نعيد إحياء فكرة مستهلكة وأكل الزمان عليها وشرب حتى شبع ونعيد تقديمها للقارىء بشكل لم يره من قبل ؟ )

ويتطرق الحكيم إلى نقطة غاية فى الأهمية فيقول :
إن أعظم معجزة فى الكون للخالق العظيم هى ( شخصية الإنسان ) , ملايين البشر تتعاقب فلا تطابق شخصية أخرى تمام الانطباق فى الأجسام والمشاعر العقلية والروح والذوق والطبع .
ولكن هل الإنسان ثابت الفكر والطباع طوال حياته المتغيرة والمتعددة الأحداث ؟
يجيب نزار فيقول : إن أهم ما فى الانسان أنه حيوان قابل للتحول والملاءمة مع كل المناخات , وكل درجات الحرارة , ولقد تأكد لى بعد ثلاثين عاما من التجارب الشعرية أنه لايوجد إنسان عربى محافظ حتى الموت .
إجابة صادمة من شاعر صدم العالم العربى كله بشعره !
ولو بحثنا قليلا وتريثنا قبل أن نثور فإننا سنكتشف أن هذا بالفعل صحيح !
فليست طباعنا وعاداتنا التى كانت فى طفولتنا هى نفسها فى شبابنا أو شيخوختنا .
بل ليس ما نفعله سرا هو ما نفعله جهرا .
بل إننا نتغير وتتغير ردود أفعالنا تبعا للموقف .

ولكن يصدمنا نزار فى النهاية ويقول :
يظل الكاتب الانقلابى يثير الدهشة حتى تصبح الدهشة عادة ثانوية لا تثير حماس الناس ولا خيالهم فيبدأون فى البحث عن إنقلابى اخر يحرك طفولتهم ويرميهم فى بحر الانبهار والمفاجأت من جديد .
لماذا ينقلب القارىء على من أثار دهشته وإعجابه ؟
يجيب الحكيم فيقول :
كل فنان ذو طابع هو حبيس طابعه إنقطع شهورا لدراسة فنان بارز الشخصية . هب نفسك لشيطان أعماله كلها مجتمعه فلن يمضى بك الوقت حتى تكون قد عرفته وأحببته وسأمته وألفته فى كل إشاراته ولفتاته وإرتفاعه وإنحطاطه وقدرته وعجزه ولكنك بعد أن تحيط به لابد أن تصيح يوما ( دائما هذه الطريقة ؟ دائما هذا الأسلوب ؟ لو يخرج عنه قليلا ! )
ولكن كيف يخرج عنه ؟ إنها ذاته تلك مسألة الطابع والشخصية مادام له طابع فلن يخلع عنه أبدا , ولا بالموت .
كل خالق ذو أسلوب سجين أسلوبه ... حتى الخالق الأعظم .
ولكن هل بالفعل يجب أن نكون كتابا فاقدى الذاكرة ؟
أو هل يجب أن ننسى ما كان حتى نبدع ؟
يقول نزار : إن علة الشعر العربى الكبرى هى أن ذاكرته قوية . والذاكرة بصورة عامة خطر على الشعر لأنها سهما متجها للوراء لاسهم ذاهب إلى المستقبل .
نحن لا نكتب إنما نمارس مجموعة من العادات الكتابية , ولا نقول الشعر إنما نتذكر .
ولكن هل هناك وصفة للكتابة الجيدة ؟
يقول نزار : الكتابة الجيدة هى التى تتخذ من البحر نموذجا لها .
فالبحر هو النموذج الانقلابى الأمثل , حيث الماء يثور على وضعه كل لحظة ويناقض نفسه كل لحظة ويفقد ذاكرته كل لحظة
أن تكون كاتبا عربيا فى هذه المرحلة الساخنة بالذات دون أن تؤمن بالشرط الانقلابى معناه أن تبقى متسولا على رصيف لطفى المنفلوطى وأبواب المقاهى التى يقرأ الراوى فيها قصة عنترة .
يتضح مما سبق أنه الخلاف والاختلاف فى التجديد أو التوليد ( توليد فكرة جديدة من فكرة قديمة ) كان وما يزال مستمرا لذا فالموضوع والأسئلة لم تصل بعد إلى إجابات قاطعة .
يحيي هاشم
الثلاثاء 25/4/2006

ممارسات نقدية 1- غرابيـــــــــل


ممارسات نقدية

هى محاولات فى عالم النقد لنصوص تستحق النقد

محاولات لهدم مقولة ( النقاد ما هم إلا جنرالات خائبون لم يستطيعوا

الإستيلاء على مدينة فحرقوها قبل الرحيل

محاولة لضحد فكرة أن المبدع الفاشل هو ناقد متميز

غــــرابيل بقلم : سمير الفيل
النص
بائع الغرابيل كان يجوب الأسواق ، ويخترق الأزقة الخلفية المشمسة في نهار طوبة شحيح الدفء . يحمل بضاعته بين يديه وينادي . كانت وحيدة ، تتكيء على حافة الشباك ، وتسرح في البعيد حيث ذهب زوجها لبر الشام كي يعمل بحثا عن الرزق الحلال .قبل سفره بيومين رجته أن يبقى ، فرب هنا رب هناك ، لكنه قال جملته التي لن تنساها : البلد التي تمنحك القرش هي بلدك . كانت تعرف أن ارض الله واسعة ، وما يكسبه من عرق جبينه هنا حتى لو أنه قليل إلا أنه يمنحهما الستر ، لكنه تبرم من ضيق ذات اليد . جاء بجواز السفر الأخضر وألقاه أمامها . حين رأت النسر الذهبي ذعرت فقد كان ينظر نحوها بعداء واضح ، وهي أعطته ظهرها حتى وضعه في الحقيبة الصغيرة . قال لها وهي تعد له أقراص المنين والكعك بعجوة وعيش الطابونة : لا تطل الغياب . اغتصب ضحكة ووعدها أن يرسل في طلبها فور أن ينصلح الحال . بائع الغرابيل ينادي بصوت فيه نداوة :( الحر يصبر على الضيق ولا يفرح لعـــــــــادي لو ينشف الفم م الريق يتم ع الحال هـــــــادي ) * لم تكن تفهم الكلام ولكنها طلت ورأت أنه يشبه حلمي تماما بنفس شاربه الكث وصوته الغليظ المبحوح ، لكنه لم يغني لها أبدا .لأول مرة تكتشف أن حلمي الذي راح لبلاد الشام ليعمل في الموبليا لم يغن لها حتى في أيام الخطوبة . صحيح انه كان يلاعبها ويضاحكها لكنه كان لا يطيق الغناء ولا سيرة المطربين والمطربات .مرة سمعها تغني في الحمام وهي تستحم فطرق الباب وأمرها أن تكف عن إزعاجه بصوتها . في الفصل وقبل أن تخرج من الصف السادس الإبتدائي كانت تشارك في فريق الكورال ، وقد علمتها مدرسة الموسيقى السلم الموسيقي ، ومتى تبدأ من " دو " لتصعد إلى " سي " دون أن يختل صوتها .هو الآن واقف على الباب بتهيب . فكرت لو أن لها طفلا لمنحها الأمان ، ولأدخل في قلبها الطمأنينة . خمس سنوات بلا طفل . لا ملاغاة ، ولا تحنين : تفضلي يا هانم .مدت يدها تختبر متانة السلك ، وقبل أن تسأله عن الثمن سألها أن تأتي بكوب ماء مثلج .دخلت وتركت الباب مواربا ، وحين عادت رأته يمسح عرقه بظهر يده : الدنيا حر . اسمحي لي بالجلوس على عتبتك.لم يكن بوسعها أن تمنعه ، وكانت تشم رائحة عرقه فتعود القهقرى لأيام كان حلمي معها ، يعود مساء في غاية الإجهاد فتضع قدميه في ماء ساخن ، تتركه لتعد العشاء . ياه . كم اشتاقت لتلك الأيام ، فثلاثة أعوام جففت روحها ، وصحرت أيامها .هشت بيدها خواطر سوداء : هل يوجد أكبر من ذلك؟هز رأسه : هذه أفضل بضاعة ، وأبيع بنصف سعر السوق .من طرف خفي قاست طوله ، ورأته أقصر من زوجها ببوصتين فقد كان " زر " الكهرباء يعلو كتفه بنفس المقدار ، ضحكت وهي تضبط نفسها تقارن بين رجلين . بين حاضر وغائب . سألته : من أين حفظت الموال؟قال لها أنه لابن عروس ، وقد سمعته عن جدي فقد كان يغنيه بين تعب المشاوير، وكنت أسرح معه . قالت له وهي تدخل لثوان معدودة ثم تعود بصورة أتت بها من درج الكومدينو : هذه أنا في حفل المدرسة . كان صوتي جميلا .حملق في صورة البنت الشقية للحظات وقد افترت شفتاه عن ابتسامة هادئة : كنت حلوة . أراك تحبين الغناء .وضع نظراته في بلاطات العتبة المزخرفة بأسود مع مربعات أقل بالأحمر : أول زبونة تسألني عن الموال . إنني أسلي به نفسي .تركت في يده الصورة ، ودخلت، أحكمت وضع الإيشارب حول شعرها ، وأغلقت آخر زرار في فستانها البيتي المهوش : استرح دقيقتين . أجهز كوبين من الشاي لي ولك .نظر نحوها في ترقب ومد رقبته يتشمم وجود أحد فاكتشف أنها بمفردها ، لكنها كانت مأخوذة بالكلام الذي حفظه عن جده . اختفت لدقائق وعادت بالكوبين . مدت يدها والشاي يصبغ الضوء النازل بحمرة مبهجة : ياليتك تغني موالا آخر . كانت الغرابيل مسندة على حافة الجدار ، متداخلة ومتعانقة ، أما الباب فمفتوح على آخره ،وقد راح ينتقل من موال إلى موال آخر وهي تهز رأسها مستمتعة لأقصى حد . كان البيت من طابق واحد بالطوب الأحمر ، وعلى الحافة تحط عصافير وتطير ، وتهب نسائم آتية من الشمال مع لفحة برد تنخر العظام . ارتشف بتلذذ عجيب شاي الصباح ، وهي أمالت كوبها وراحت تعب وعقلها شارد حيث ينبغي أن يكون حلمي : كم تريد ثمنا له؟نظر بامتنان نحوها وقد لامست يده أصابعها الطرية بدون قصد فيما هو يسلمها الكوب الفارغ : لا شيء . يكفيني أن تعرفت عليك .لكنها دخلت ثانية . حطت الكوبين على رخام المطبخ ، وعادت بحافظة نقودها : خذ ما تشاء . انتزع جنيهين . هبط درجات السلم القليلة ، هو يصدح بالموال ، أما هي فقد راقبته من شباكها حتى ابتلعته الزحمة .
دمياط 3/ 8/ 2006



غرابيل .. سمير الفيل

العنوان
أرى أن الكاتب ( الأستاذ / سمير الفيل ) وفق تماما فى إختياره ليعبر عن النص والفكرة التى خلف النص .
غرابيل .. الغربال هو أداة من أدوات المطبخ يتم فيها غربلة الأشياء ليبقى منها النافع أما الضار وغير المستخدم فيهبط من فتحات الغربال المتعددة .
هنا كان الغربال والمقصود منه أننا أحيانا نحتاج لغربلة أحداث حياتنا فمنها الضرورى فى الخالد فى الذاكرة ومنه الغير نافع بل وأحيانا ضار لنا حتى نتذكره .
لذا فيجب أن يهبط سريعا من فتحات الغربال .
الفكرة
حنين للغائب منذ سنوات , يتأجج هذا الحنين بسماع موال من بائع الغرابيل الذى يشبه الزوج الغائب , فتستحضره للشقة التى تجلس بها وحدها فقط لتستجمع ذكريات الماضى , وتضع تلك الذكريات فى الغربال الذى إشترته منه , مع مووايل البائع الجميلة , هو يغنى , هى تغربل ذكريات حياتها .

الشخصيات
هما شخصيتان رئيسيتان
-- البائع : وهو شخصية إيجابية فى العمل يمكن أن نقول عنها أنها مستديرة ( لا تفصح عن نفسها ) فالموال هو لغته التى يتدث بها ولكن هل عندما ذكر الكاتب (نظر نحوها في ترقب ومد رقبته يتشمم وجود أحد فاكتشف أنها بمفردها ) كان يقصد من ورائها شىء , وما يدعم ذلك فيما ذكره الكاتب (نظر بامتنان نحوها وقد لامست يده أصابعها الطرية بدون قصد فيما هو يسلمها الكوب الفارغ ) .

- الزوجة : وهى الشخصية الايجابية الثانية لتى تعد أكثر إستدارة وتعقيدا من البائع حيث أنها فتحت الباب وهى وحيدة للبائع , ولم تأخذ ماتريد فقط بل طلبت منه الجلوس وأعدت الشاى وطلبت أن تسمع موالا وأ:ثر وراحت تسرد له ذكرياتها .
وهنا تركنا الكاتب فى التساؤل عن غرض تلك الزوجة المفتقدة زوجها المسافر منذ سنوات , ولم يقدم لنا الإجابة .

- الزوج : وهو برغم كونه شخصية ثانوية إلا أنه إيجابى التأثير على القصة من حيث تأثير يابه فى الزوجة , والتشابه الكبير الذى بينه وبين بائع الغرابيل .

اللغة :
كعادة الأستاذ سمير فإن اللغة عنده لغة مختلطة فمنها لغة سردية راقية
مثل :
بائع الغرابيل كان يجوب الأسواق ، ويخترق الأزقة الخلفية المشمسة في نهار طوبة شحيح الدفء
ومنها لغة الراوى الشعبى فى إستخدامه بعض الأقوال الشعبية والأمثلة
(فرب هنا رب هناك - البلد التي تمنحك القرش هي بلدك)
ومنها إستخامة للموال فى :
الحر يصبر على الضيق ولا يفرح لعـــــــــادي لو ينشف الفم م الريق يتم ع الحال هـــــــادي

الصور البلاغية
قليلة ولكنها مستخدمة بدقة مثل
اغتصب ضحكة - فثلاثة أعوام جففت روحها ، وصحرت أيامها .هشت بيدها خواطر سوداء

الزمكان
الزمان
فى رابيل هو زمان محدد فى أحداث القصة ولكن براعة التاخل فى القصة حيث كان تذكر ما دار بين الزوجة وزوجها الغائب يعود بنا إلى خمس سنوات مضات دون أن يخل بعنصر الزمن .
أيضا الصورة التى ذكرتنا بها وهى طفلة عادت بنا إلى زمان اخر أكثر قدما لكن ونحن فى نفس اللحظة الزمنية .
هنا تظهر براعة الكاتب فى إستخدام عنصر الزمان .
المكان
( المنزل – البيت ) المكانا الرئيسيان فى القصة ولكن هناك أماكن أخرى ثانوية مثل ( الشام حيث الزوج – المدرسة حيث غنت )

البناء القصصى
مقدمة : (بائع الغرابيل كان يجوب الأسواق ، ويخترق الأزقة الخلفية المشمسة في نهار طوبة شحيح الدفء . يحمل بضاعته بين يديه وينادي . كانت وحيدة ، تتكيء على حافة الشباك ، وتسرح في البعيد حيث ذهب زوجها لبر الشام كي يعمل بحثا عن الرزق الحلال .
جذابة من خلال اللغة الراقية والجاذبية فى معرفة من هو وماذا سيفعل وماذا تريد الزوجة الغائب عنها زوجها , وما مصير الزوج المسافر إلى الشام ؟

صراع ( عقدة ) :
الصراع بين إشتياق الزوجة والشبه الكبير بين البائع وزوجها الغائب رغم ان هذا لم ينص عليه صراحة فى النص ولكن يمكن أن يكون ماوراء النص .

النهاية : (لكنها دخلت ثانية . حطت الكوبين على رخام المطبخ ، وعادت بحافظة نقودها : خذ ما تشاء . انتزع جنيهين . هبط درجات السلم القليلة ، هو يصدح بالموال ، أما هي فقد راقبته من شباكها حتى ابتلعته الزحمة )
هى نهاية كانت تداعبنى ولكنى كنت أظن أنها ستكون غير ذلك , وهى نهاية طبيعية رغم أن الأحداث كانت تدفعنى دفعا إلى غير ذلك .
عودة الزوجة إلى طبيعتها بوضعها الكوبين على رخام المطبخ , ثم طلبها منه أن يأخذ مايشاء من النقود ( دليل عرفان بما قدمه لها )
. غرابيل قصة جميلة لكاتب جميل
يحيي هاشم
2006/8/4