وللقلم رأى

للقلم رأى مدونة تترك للقلم العنان ليعبر عن رأيه فماذا كتب

الاسم:
الموقع: القاهرة, Egypt

لتتعرف عليّ اقرأني

السبت، أغسطس ٢٦، ٢٠٠٦

ممارسات نقدية2- كيف يقتلن الحب بداخلنا


كيف يقتلن الحب بداخلنا...
قصة قصيرة
أشرف الفار

رجل كبير السن تتعثر خطواته فيقع ناحية بئر عميق لم ينقذه منه سوي طفل صغير مد اليه يده وأوقفه وأنفض له ثوبه وأعطاه وردة رقيقة كانت أهدتها اليه حبيبته .ينادي عليه رجل من بعيد في صوته قوة وهيبة يا ولد تعال الي هنا بخوف يختلط بالرقة يرد عليه :نعم يا أبي .أوتهديه وردتها ؟والله يا أبي ليس تفريطا في هديتها فهي أثمن وأغلي ما أملك لكنني فقط أحببت أن أزرعها بدلا من أن أتركها لتزبل عندي .من أين لك بهذه الرقة !!!!!!يمد يده بجلبابه ليخرج مجموعة من الخطابات المفتوح احداها ويضعهم أمامه علي المنضدة .يتطاير الشرر من وجه الأب ويلتفت برأسه قليلا وهو ينفث ويتمتم ببعض الكلمات بصوت خافت خائن .... غادر .... بائع .... جارح ..... مخادع .... الخيمسكه بيده بشدة حتي يشعر بألم فيبكي ، يجرده من جميع ملابسه ويصلبه علي خشبتين في شمس لا ترحم وأيام لم تعد له ودنيا يشعر بأن ما بقي له فيها صرخات من ألم وطعنات من حراب يرسلها أحن وأرحم ما له من بشر .شعور يظهر علي وجهه لم يبديه بأي كلمة ضجر ، صار مستسلما ، راضيا غير خائف علي عمره وكأنه لا يملكه بل يملكه من قطعوه .شاط الأب غيظا لبكائه فاستل سوطه وأخذ يفتح الخطاب تلو الاخر ويضربه علي ظهره وبطنه وهو يردد ..... خائن ...... غادر .....يركله برجله ويضربه علي وجهه ..... بائع .... جارح .... ليس لك أمان ...بصوت تملؤه الدموع يسأل : أهي قالت ذلك يا أبي ؟نعم هكذا قالت بعد أن طردتك من بيتها .خذ هذه ...... وهذه..... وارحل عني فليست الخيانة من طبعي وليس الغدر من شيمتي وليس جرح الناس عندي منالا .فات الوقت وأقبل الليل يبكي علي صديقه فلم يجد الا دماءا تسيل علي الأرض ودموعا تنتثر وبقايا حراب وورق .................................
.أشرف الفار

كيف يقتلن الحب بداخلنا
العنوان
رغم أنه متحيزا بعض الشىء إلا أنه من العناوين الإستفهامية التى تجذب القارىء ليبحث فى القصة عن إجابة السؤال , رغم أنى بعد القراءة تساءلت ما علاقة العنوان بالقصة ؟

الفكرة
القصة عبارة عن مجموعة من المشاهد فى إطار فكرى واحد هو ( أعذب بسبب حبيبتى ) .
المشهد الأول :
ولد صغير يتخلى عن وردته التى أهدتها له حبيبته لرجل عجوز .
فيقابل بتعنيف من أبيه (أوتهديه وردتها ؟ ) وسخرية (من أين لك بهذه الرقة !!!!!! ) .
هنا يتضح لنا بداية الخيد فى أنه كان يحب فتاة أهدته هدية ( الوردة ) فتخلى عنها بدافع لم يفهمه الأب (والله يا أبي ليس تفريطا في هديتها فهي أثمن وأغلي ما أملك لكنني فقط أحببت أن أزرعها بدلا من أن أتركها لتزبل عندي ) .
الأب الذى يمثل العقاب للولد الذى خان حبيبته .

المشهد الثانى :
يمد يده بجلبابه ليخرج مجموعة من الخطابات المفتوح احداها ويضعهم أمامه علي المنضدة
خطاباتها يخرجها لوالده الذى يستشيط غضبا ويقرر صلبه وضربه ويكرر كلمات (خائن .... غادر .... بائع .... جارح ..... مخادع ) .
فيسأله (أهي قالت ذلك يا أبي ؟ )
ويجيبه الأب (هكذا قالت بعد أن طردتك من بيتها )
خيط جديد فى القصة بأنها وصفته بأنه خادع وغادر و.... الخ , ووسيلة العقاب الأب .

المشهد الأخير
فات الوقت وأقبل الليل يبكي علي صديقه فلم يجد الا دماءا تسيل علي الأرض ودموعا تنتثر وبقايا حراب وورق .
يموت الإبن من جراء تعذيب الأب له وصلبه عاريا بداعى الخيانة كما قالت حبيبته .

اللغة
لغة جميلة ورقيقة وقاسية أحيانا ويحسب للكاتب هنا التنوع اللغوى مع تنوع المواقف والمشاهد فعند القسوة نجد (خائن .... غادر .... بائع .... جارح ..... مخادع ) .
وعند الرقة نجد (والله يا أبي ليس تفريطا في هديتها فهي أثمن وأغلي ما أملك لكنني فقط أحببت أن أزرعها بدلا من أن أتركها لتزبل عندي ) .

الصور
رغم قلتها إلا أنها جيدة الإستعمال
- بخوف يختلط بالرقة
- شمس لا ترحم
- راضيا غير خائف علي عمره وكأنه لا يملكه بل يملكه من قطعوه
- فات الوقت وأقبل الليل يبكي علي صديقه فلم يجد الا دماءا تسيل علي الأرض ودموعا تنتثر وبقايا حراب وورق .

الزمكان
- الزمان :
إستخدم الكاتب النهار فى التعبير عن قسوة الأب والصراع الدائر بينه وبين إبنه ففى الشمس حيث الحرارة القاسية يعذب الإبن فلا مكان للرحمة .
ثم إستخدامه لليل فى مشهد أخير حزين يدل على موت الإبن وما تبقى من حبيب كانت حبيبته هى سبب موته , مع ظلمة الليل ورقة القمر كانت دماء الحبيب ودموعه مختلطة به فكان التوظيف رائعا .
الشخصيات
1- الأب : شخصية رئيسية فى القصة تمثل عنصر القسوة
صوره لنا الكاتب فى صورة الأب القاسى غير الرحيم الذى يعذب إبنه حتى الموت فجعلنا نعاديه .
2- الإبن : شخصية رئيسية فى القصة تمثل عنصر الضعف والمعذب والمغلوب على أمره
صوره لنا الكاتب فى صورة مشوشه فهو يهدى وردة حبيبته للمسن والدافع ( أردت زرعها حتى لا تذبل عندى ) .
ثم فى صورة الخائن بإخراجه الخطابات ولكن هذه المرة بلا دافع .
ثم فى صورة المعذب المستسلم للعذاب (بصوت تملؤه الدموع يسأل : أهي قالت ذلك يا أبي ؟ )
ثى فجأة فى النهاية يفجعنا فننسى كل مافات بأنه مات فنتعاطف معه تماما ونتمنى لو أننا يمكننا أن نقتل ذاك الأب القاسى القاتل .
3- الحبيبة : من رأيي أنها شخصية سلبية ولكن دورها إيجابى فهى رغم عدم وجودها فى أحداث القصة بصورة مباشرة إلا أنها كانت السبب الرئيسى فى قسوة الأب ودفعه دفعا لقتل إبنه
ذكرها الكاتب فى (بصوت تملؤه الدموع يسأل : أهي قالت ذلك يا أبي ؟ )
وهنا نجد قدرة الكاتب فى توصيل الشخصية للقارىء دون وجودها فى الأحداث وهو ما يطلق عليه ( شخصية ما وراء النص )
كل هذا جيد ولكن يعيب على الكاتب الحدة فى الشخصيات وعدم الحيادية
فالأب قاسى طوال الوقت , والإبن معذب ومغلوب على أمره طوال الوقت

البناء القصصى
- المقدمة (رجل كبير السن تتعثر خطواته فيقع ناحية بئر عميق لم ينقذه منه سوي طفل صغير مد اليه يده وأوقفه وأنفض له ثوبه وأعطاه وردة رقيقة كانت أهدتها اليه حبيبته )
تقليدية ونمطية نوعا ما ولا تجذب القارىء وكان يمكن أن تصاغ بطريقة أفضل وإن كانت الوردة المهداة للرجل العجوز هى التى أنقذتها .
- العقدة ( االصراع )
لم يكن واضحا ولكن الصراع بين قسوة الأب وإستسلام الإبن هى التى دفعتنا لنتسائل من الخائن الإبن أم الحبيبة ؟
- النهاية (فات الوقت وأقبل الليل يبكي علي صديقه فلم يجد الا دماءا تسيل علي الأرض ودموعا تنتثر وبقايا حراب وورق )
هى الأروع وهى الإطار الذهبى الذى زين اللوحة .
بعد الصراع والتعذيب يموت الإبن عدو النهار ويأتيه صديقه الليل فيجده ميتا .
أشرف الفار
تحيتى
يحيي هاشم
4/8/2006